لقد امتلك الشيخ محمّد حسين قوّة الخطابة والشاعرية وهما صنوان في قوّة الحسّ وجيشان العاطفة وسرعة البديهة(١) ، وقد اعتمد الشيخ على تقنيّات خاصّة في خطبه منها توازن الجمل وطريقة إلقائها ، والإيجاز الذي يعطيك ألفاظاً قليلة ومعاني كثيرة.
لقد امتلك الشيخ أسلوباً مشرقاً في الخطابة اذ امتلأ بعناصر الأدب الرفيع ونصاعة البيان واللباقة المدهشة فلا عجب في ذلك فهو : «أشعر الشعراء وأخطب الخطباء ، ربّ الفصاحة والبلاغة ... زعيم النهضة العلمية والأدبية في العراق»(٢).
ورأى بعض الدارسين أنّ كتابات الشيخ تجمع بين الأدب والسياسة والاجتماع ، وهي صفات يندر أن نجدها في رجال الدين ، فصرنا نسمع على لسانه نغمات الحرّية ، والوطنية والشعب والاستقلال ... وموضوعات مقتنصة من مناسبات مختلفة ليتّخذ منها عنواناً للتعبير عن رأى أو مناقشة ظاهرة من
__________________
(١) ينظر معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام : ١٠٤٨. ، كتب الكثيرون عن شخصيته الفذّة ومنهم الشيخ الكاظمي (ت١٣٩١هـ) في قوله : «العلاّمة الكبير ، والعلم الشهير ، والفقيه النحرير ، والمتكلّم الخبير ، الشيخ محمّد حسين بن الشيخ علي كاشف الغطاء النجفي قدس سرّهما ... ، وكان رحمه الله مخلص الطويّة ، دمث الأخلاق ، ليّن العريكة ، صادق النيّة ، خطّ على صفحات القلوب ، ورسم على صحف الجنان (حبّ الوطن من الإيمان) وكان رحمه الله بعيداً عن التعصّب ، كارهاً للتملّق والرياء ، كثير الحياء ، لطيف المعاشرة ، حسن المحاضرة» ينظر : فهرس التراث : ٤١٤ ـ ٤١٥.
(٢) أحسن الأثر : ٢٠.