المبحث الثاني
شاعرية الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاءقدسسره
برع الشيخ في نظم الشعر ، حتّى وصل مرحلة متقدّمة ، وقصائده التي نظمها تشهد على قوّة شاعريته ، إلاّ أنّه توقّف عن نظم الشعر ليتفرّغ للزعامة الدينية بعدما وصل مرحلة الاجتهاد ، فقد ذكر في مقدّمة ما جمعه من شعره الذي سمّاه بـ : (الحسن من شعر الحسين) قوله : «ولمّا تكمّل نصيبي منه وأستتمّ ـ أي الشعر ـ قطعت علائقي منه ، وجرتها لما هو منه أهمّ ، وقلت لنفسي : هذا أوان الحرب فأشتدّي زيم(١) ، لست براعي إبل ولا غنم ، العلم خير مستعاد يغتنم»(٢) وعلى الرغم من قلّة شعره المنشور ، إلاّ أنّه أخذ حيّزاً بين الأدباء ، وأخذوا يذكرونه في محافلهم ومؤلّفاتهم ، لأنّهم وجدو فيه قوّة الشاعرية وطول النفس الشعري ، ومنهم روفائيل بطي فقد عدّه واحداً من روّاد الشعر العراقي الحديث ، والدكتور يوسف عزّ الدين وربّما وجدوا أنّ أغلب أشعاره تندرج بما بات يعرف بالأدب الملتزم أو الموجّه ، فقد سخّر الشيخ أغلب أشعاره لخدمة مذهب أهل البيت عليهمالسلام ورثاء رمز من رموزه ألا وهو الإمام الحسين عليهالسلام ، فضلاً عن قضايا الأمّة المصيريّة كقضية
__________________
(١) (هذا أوان الشدّ فاشتدّي زيم) مثل من أمثال العرب. وزيم أسم فرس.
ينظر : كتاب جمهرة الأمثال : ٢ / ٣٦٢.
(٢) الحسن من شعر الحسين. للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء. ديوان مخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامّة في النجف الأشرف. تسلسل: ٣.