على العقول بحلاوة منطقه ، وكان يصدح بخطاباته الرشيقة في أماكن شتّى(١).
أمّا السمة الأخرى التي اشتملت عليها مقالات الشيخ رحمهالله فتتمثّل بفنّ التضمين ، وهي سمة فنّية امتازت بها أغلب مقالاته ، وقد تنوّع التضمين عنده ، فنجده تارة يستعين بالنصّ القرآني نحو قوله في مقالة كتبها مخاطباً الشباب جاء فيها :
«انهضوا نهضة شريفة تعيدون بها مجد أسلافكم ، تعاشروا بعضكم مع بعض بروح الحنان والرحمة ، والإخاء والمودّة ... كونوا كأوائلكم أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم»(٢).
فهو هنا يشير إلى قوله تعالى :
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)(٣).
أمّا فيما يتعلّق بتضمين الحديث النبويّ الشريف فقد أجاد الإمام أيّما إجادة في توظيف الحديث ، فقد جاء في مقالة عنوانها (علي فوق العبقريّات)
__________________
(١) ينظر : سلسلة روّاد التقريب (الإمام كاشف الغطاء) : ٨٧.
(٢) الشباب ، مقالة منشورة في مجلّة الاعتدال. والآية ٢٩ من سورة الفتح.
(٣) سورة محمّد(صلى الله عليه وآله) : ٢٩.