يكون مما يثير الانتباه ، وقد برع الإمام في وضع عناوين مقالاته واذكر منها : (بين الهدى والضلال أو التوحيد والإلحاد) ، و (الشباب) ، و (التضحية في ضاحية الطفّ) ، و (علي فوق العبقريّات) ، و (إلى فلسطين) و (المولد النبويّ صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، و (الفردوس الأعلى) و (موقف الحسين يوم الطفّ)(١).
أي أنّ الإمام الراحل كان يهتمّ كثيراً بانتقاء عنوان المقالة التي يكتبها ، ومن هنا جاءت عناوين مقالاته منسجمة تمام الانسجام مع المضمون.
ومن الباحثين من يرى أنّ الدوافع وراء كتابة المقالة هو محاولة الكاتب تغيير الوضع نحو الأحسن ، لذلك تكون نقمة الكاتب على الأوضاع الفاسدة سبباً أساسيّاً وراء صياغة المقالة(٢).
وقد لاحظ أكثر الدارسين لجهود الشيخ كاشف الغطاء إبداعه في هذا المجال فقد جاء في (سلسلة رواد التقريب) أنّ الإمام كاشف الغطاء برع في مجال النثر ، حيث كان رحمه الله ذا بيان ساحر جذّاب وأسلوب مشرق وهّاج ، يرسل الكلام في تعبير قويّ ولسان ذلق وفصاحة نادرة ، حتّى لتنقضي الساعات الطويلة على السامع وهو لا يحسبها سوى دقائق قصيرة ، وطالما كان يرقى المنابر في شتّى المناسبات ، فيملك القلوب بسحر بيانه ، ويستولي
__________________
(١) نشرت هذه المقالات في مجلّة الاعتدال والغري والبيان والعدل.
(٢) ينظر أدب المقالة.