عن ظاهرة أخرى هي الاقتباس والتضمين ، فقد حرص الشيخ محمّد حسين على الاقتباس من القران الكريم ، كما ضمّن مقالته بعض الأمثال والحكم.
أمّا الميزة الأخرى لمقالاته تتمثّل بالإيجاز ، فقد أظهر الكاتب مهارته الفنّية وثروته الفكرية من خلال عرضه للمسائل والقضايا التي يريد أن يوضّحها للمتلقّي ، وقد مال الشيخ إلى السهولة والوضوح والابتعاد عن التعقيد في أغلب مقالاته.
لعلّ أبرز سمات فنّ المقالة عند الإمام كاشف الغطاء هو قصرها ، فهي عنده وحدة قائمة بذاتها ، يعالج فيها موضوعاً محدّداً ، ويلعب الخيال دوراً مهمّاً في مقالاته الأدبية ، لأنّ هذا الخيال يساعد على ابتداع المعاني ، بحيث ينسجها حول الخاطرة ويجلوها في أروع صورة ، ومن ذلك مقالة الإمام التي تحمل عنوان (العدل أساس الملك) استهلّها بحديث نبويّ شريف هو «عدل ساعة في الحكم خير من عبادة سبعين سنة»(١).
لقد جعل الإمام كاشف الغطاء من عباراته والأفكار التي عرض لها في المقالة موجّهة لإبراز الفكرة الأساسية وإيضاحها ، لذلك تجنّب الحشو والإطالة ، وابتعد عن العبارات التي لا تؤدّي وظيفة جوهرية في إظهار القصد الذي يتوخّاه من مقالته.
ومن الجدير بالذكر أنّ عنوان المقالة له خطره(٢) ، ومن المستحسن أن
__________________
(١) نشر هذا المقال في مجلّة العدل : ٣ ، العدد ١٩ ـ ٢٠ ، عام ١٣٨٦.
(٢) ينظر : النقد الأدبي : ٨٨.