خارج النجف كان عن طريق المراسلات التي جرت بينه وبين أمين الريحاني ، تلك المراسلات التي تتضمّن تبادل آراء في ردود أعجبت جميع قرّاء العربية على اختلاف نحلهم ، ثمّ جمعت وطبعت باسم (المراجعات الريحانيّة)»(١).
ومن الجدير بالذكر أنّ لبيئة النجف الأثر الكبير في إنتاج الشيخ محمّد حسين الأدبي ، فهي مدينة شهدت نهضة علمية وأدبية لم تشهدها المدن العراقية قاطبة ، ولعلّ ازدهار الأدب فيها نتيجة منطقية لازدهار علوم الدين.
وقد قال الريحاني عن هذه المدينة : «ليست النجف عظيمة بطبيعتها ولا في مقدّساتها بل في رجالها»(٢).
وقد تطلّب كتابة المقالة عند الشيخ طاقات فنّية متنوّعة تتعلّق بالدقّة في اختيار الألفاظ وحسن تنميقها ، وحلاوة تركيب الجمل وصياغة العبارات في تأليف المعاني ، والموازنة بينها وبين الكلمات التي تعبّر عنها ، إلى جانب توخّي الإمتاع الفنّي لنفس القارئ.
أمّا فيما يتعلّق بالبناء الفنّي للمقالة عند الشيخ فقد التزم بمنهج محدّد يتمثّل في البدء والعرض والخاتمة ، وقد ضمّن هذا الأسلوب الكثير من المسائل الفنّية نحو التنويع الشعري ، فقد كان يضمّن المقالة أبياتاً من الشعر ، أغلب هذه الأبيات تشتمل على فنّ الحكمة وما يلائم سياق المقالة ، فضلاً
__________________
(١) أساليب المقالة وتطوّرها في الأدب العراقي الحديث والصحافة العراقية : ٣٨٨.
(٢) العراق : ٢٢٤.