المبحث الرابع
جهود الشيخ محمّد حسينقدسسره النقديّة
وهناك سمة أخرى حوتها مقالات الإمام الراحل وهي تطرّقها إلى بعض القضايا النقدية ، فهو يرى أنّ النقد يحتاج إلى درية وثقافة عالية كي يستطيع من خلالها أن يمحّص الأشياء ويخضعها لميزان النقد ، ونجد هذا عنده في حديثه الخاصّ عن الريحاني ، وقد نشره تباعاً في جريدة النجف التي كانت تصدر عام (١٩٢٦م) تحت عنوان (الريحاني في ميزان النقد) أو (نظرة في كتابه ملوك العرب)(١) ، جاء فيه : «إنّ كاتباً كالريحاني يؤلّف سفراً ككتاب (ملوك العرب) يدخل فيه من باب إلى باب وينتقل فيه من موضوع إلى موضوع ... وأهل العلم له بالمرصاد ، يضعونه تحت مطرقة النقد ، وفي بوتقة التمحيص ، وعلى معيار الاختبار»(٢).
فضلاً عن هذا ناقش الإمام كاشف الغطاء قضيّة التحريف وعدم الدقّة في النقل في مقالته المنشورة في جريدة النجف في قوله :
«إن ّالوهن في كتاب (ملوك العرب) تجاوز إلى التشويه والمسخ والقلب والإبدال والتغيير والتحريف في كثير مما يستشهد من آية محكمة أو مثل
__________________
(١) ينظر جريدة النجف ، تحرير يوسف رجيب ٢٨ ما يس ١٩٢٦م مقال للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء بعنوان (الريحاني في ميزان النقد).
(٢) مقال الريحاني في ميزان النقد ، جريدة النجف : ١.