سائر أو بيت شعر شايع ، فتراه يذكر الآية محرّفة مصحّفة ، قد امتلخ بالتصحيف فصاحتها ، ومسخ بالتحريف صورتها ، وهبط بها من سماء سنائها إلى حضيض ظلمائها ، وهكذا قد يروي الشعر الفصيح الذي هو غاية في البلاغة والانسجام ممسوخاً منسوخاً قد اضطرب حتّى وزنه وزهقت منه حتّى روحه وتفسّخ حتّى معناه ولفظه ، وقد ينسب الشعر الشايع المشهور إلى غير قائله ويعزوه إلى غير أبيه»(١).
يتّضح لنا حرص الإمام على الأمانة في النقل وخاصّة مع النصوص القرآنية والحديث النبويّ الشريف ، وتظهر لنا قدرة الإمام اللغوية والأدبية في نقد النصوص ، فهو يرسم لنا طريقة الحوار في النقد البنّاء الذي يهدف إلى إصلاح النصوص وتقويمها ، وهذا النوع من النقد يصحّ أن نطلق عليه بالنقد البنّاء الهادف.
تنوّعت جهود الشيخ محمّد حسين النقدية ، فقد عالج في مؤلّفاته مختلف أنواع القضايا النقدية ، وقد انتشرت هذه القضايا في ثنايا مؤلّفاته الأدبية ، ومنها كتاب (مختار الأغاني) الذي تعرّض فيه إلى بعض الشعراء الذين ورد ذكرهم في موسوعة كتاب (الأغاني) ، كما وأنّه اختار من شعر الشعراء ما يعطي القارئ صورة عن منزلته الشعرية ونواحي امتيازه فيه ، لقد مارس الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء دور الناقد الواعي ، بدءاً بقضيّة
__________________
(١) مقال الريحاني في ميزان النقد ، جريدة النجف : ٢.