المبحث الخامس
ملامح الالتزام في أدب الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء
مرّت كلمة الأدب بمراحل متعدّدة ، وذهب بعض الباحثين إلى أنّ هذه الكلمة من الكلمات التي تطوّر معناها بتطوّر حياة الأمّة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار الحضارة ، وقد اختلفت عليها معان متقاربة حتّى أخذت معناها الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم ، وهو الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القرّاء والسامعين ، سواء أكان شعراً أم نثراً(١).
وهذا الوصف ينطبق على ما تركه الشيخ رحمهالله من أدب امتاز فنّه بمتعة جاذبة وتأثير كبير نتيجة سحر البيان الذي اشتمل عليه ، إلاّ أنّ هذا الأدب اشتمل على فوائد عظيمة ، لأنّه كان يؤدّي وظائف ، منها تهذيب النفوس وتعليم المتلقّي ، خاصّة وأنّ الشيخ يعرف تأثيره في حياة الناس ، وذلك من خلال تذوّقهم الفطري لسحر الأدب وجمال المعاني.
لقد كان الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء يسعى إلى أن ينبّه الأمّة إلى ضرورة استكمال فكر النهضة الإسلامية في الجانب الأدبي والثقافي ، واثبات شمولية الإسلام ، وأنّه صالح لكلّ عصر وزمان.
فالأدب بطبيعته نشاط إنساني متميّز يرتبط بشكل من الأشكال بطبيعة
__________________
(١) ينظر تاريخ الأدب العربي ، د. شوقي ضيف : ٣. وينظر : نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد ، د. عبد الرحمن رأفت الباشا ، الرياض ، ١٩٨٥م.