تكوين الأديب : النفسي والفكري والتأريخي ، ويهتمّ بالعلاقات المختلفة بين الأديب وموروثه الثقافي من جهة والخطوط الرئيسة التي تحكم عصره وتشكّل ظواهره العامّة من جهة أخرى(١).
وقد لاحظ أغلب الباحثين أنّ الدين كان رافداً من روافد الشعر في ذلك الوقت ، وأنّ الالتزام في معناه الأدبي هو اعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الإنسان لا لمجرّد تسلية غرضها الوحيد المتعة بالجمال(٢).
والملتزم هو الذي يتّخذ موقفاً في النزعات السياسية والاجتماعية معبّراً عن أيدلوجية طبقة ما أو نزعة كأن تكون دينية تخدم الدين أو المذهب الذي يعتنقه الأديب الملتزم(٣).
لقد كان الشيخ رحمه الله من الأدباء الملتزمين بالعقيدة والأخلاق ، وهو يرى أنّ الأديب المسلم عليه أن يلتزم بالمبادئ الإسلامية ، وعليه أن يضع في اعتباره ضرورة أن يكون أديباً مسلماً حقيقيّاً من جانب ، وأنّه يعيش في مجتمع مسلم لابدّ من مراعاة قيمه الأساسية من جانب آخر ، ولهذا ترجم هذه الفكرة في أغلب مؤلّفاته التي وصلت إلينا ومنها كتابه (العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية) فقد كان يحرص على اختيار الأبيات التي تحمل مضموناً إسلاميّاً فيه دعوة إلى الإصلاح ومحبّة الله عز وجلّ ، ومن ذلك ما اختاره
__________________
(١) ينظر : تطوّر الشعر العربي الحديث في العراق : ١٥.
(٢) ينظر : في الأدب الإسلامي (قضاياه وفنون ونماذج منه) : ٧٥.
(٣) ينظر المصدر السابق ، والالتزام الإسلامي في الشعر : ٢٧.