للشيخ خضر بن يحيى فقد كان فقيهاً متبتّلاً وزاهداً ، فقد قال عنه أنّه «كان يتضلّع بعبادة ربّه ، ويشتاق السكون إلى رحمته وقربه ، ويبرّي قلبه من الذنوب ، ويمحو عن صحيفة نفسه درن العيوب ، مشتاقاً إلى رحمة مولاه ، طالباً الفوز برضاه قائلاً :
طوبى لمن طيّب أوقاته |
|
إذا نأى عنكم بمعناكم |
وإن نأت عن داركم داره |
|
داوى الحشى منكم بذكراكم |
وقوله :
أكملت في ذا العام ستّين سنة |
|
مرّت وما كأنّها إلاّ سنة |
لم تدّخر فيها سوى توحيده |
|
وغير حسن الظنّ فيه حسنه |
ما حال من لم يتّعظ بزاجر |
|
وفي مراعي اللهو أرخى رسنه |
وإنّما الناس نيام من يمت |
|
منهم أزال الموت عنه وسنه»(١). |
وتركيز الشيخ رحمه الله على انتقاء الأشعار التي تتلاءم ومنهجه في التوجيه والإرشاد ، لأنّه يرى أنّ الدين الإسلامي عقيدة راسخة هدفها سعادة الناس في الدارين ، وحلّ مشاكلهم وتوجيههم لكلّ خير ، وإذا كان شأن الأديب الملتزم «أن يكشف كلّ هذه الخيرات وينقلها إلى الآخرين»(٢) ، فإنّه ينطلق من عقيدته ـ وحتماً كانت عقيدة إسلامية ـ لذلك راح يحارب الواقع
__________________
(١) العبقات العنبريّة في الطبقات الجعفريّة : ١ / ٣٩.
(٢) ينظر : مجلّة أضواء إسلامية ، مقالة بعنوان : حول الأدب الإسلامي الملتزم ، العدد الأوّل : ٣٠ ، ١٩٦٤م.