غير المرضي محاولاً حثّ النفوس على طلب المعالي والدفاع عن مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، لهذا نراه يختار نماذج من الشعر الرفيع تعود للشاعر سيّد حيدر الحلّي في قوله :
«منها ما كتبه إمام الشعراء في زمانه ، وزين الشرفاء من أقرانه ، الشاعر المشهور ذو الفضل الأشهر ، سيّدنا السيّد حيدر الحلّي المعروف ، من أبيات كثيرة المحاسن ، وكأنّه لم يعثر عليها جامع ديوانه فيرسمها في معجزات فرقانه ، أو لسرّ آخر وهي :
وقائلة أين تبغي بها |
|
رويداً أخا المطلب النازحِ |
أرح فلقد غاض ماء السماح |
|
فلا ريّ غاد ولا رائحِ |
فقلت سأطرح ثقل الرجاء |
|
لدى صفوة الشرفِ الواضحِ |
ثوت من مهديها المكرمات |
|
وقامت مع الخلف الصّالح»(١). |
إذاً الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء يرى أنّ هذا النوع من الأدب يتيح قدراً كبيراً من الحرّية والمرونة للأديب كي يعبّر عن خلجاته وأشواقه في إطار التزامه بالفكرة الإسلامية.
لقد سعى الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء إلى بلورة فكرة الالتزام في
__________________
(١) العبقات العنبريّة في الطبقات الجعفريّة : ٢ / ٩٠ وينظر عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق تحقيق حسن العلمي ج٢ ، ص١٢. ومن الجدير بالذكر أنّ قضيّة رثاء الإمام الحسين عليه السلام اشتهرت عند الشعراء حتّى صاروا يتسابقون فيها حتّى أصبحت مهمّة من مهمّات الشعراء ، ولغرض الوقوف على المزيد ينظر : تطوّر الشعر العر بي في العراق : ٤٣.