بقيّة أعماله الأدبية والثقافية ، وأراد تطبيقها وخاصّة في المقالات الموجّهة التي كتبها ، حتّى قال عنه الأستاذ عبد الحسن الغراوي : «لقد تقدّم العلاّمة كاشف الغطاء خدمات طائلة وأيادي جلّى يشكرها له العلم والأدب ، ونحن إذا ما استعرضنا خدمات الشيخ في كلّ فنّ وباب فلا نكاد نحصيها بالإحاطة الشاملة ، بل ولا نعطيها حقّها من البحث والكتابة ، حيث تجاوزت حدّ الإحصاء ، ونأت عن العدّ والحساب»(١).
والمعروف أنّ المقالة نوع من الأنواع الأدبية التي يعبّر بها الأديب عن حالة من حالات مشاعره وعواطفه نثراً وبصفحات قليلة ، وأنّه في هذه الصفحات أشبه بالشاعر الوجداني ، وأنّ مقالته أقرب إلى القصيدة ، فأنت تحسّ تأثّره وتألّمه ، وأنّه ينقل إليك هذا التأثّر وهذا التألّم وما يصاحبهما من أفكار ونظرات وتأمّلات.
لقد كان الشيخ يحمل همّ العراق بين جنباته ، فقد كان يطمح أن يصل أبناء العراق إلى مستوى من الرقي الاجتماعي ، لهذا نجده وفي مقالة أخرى عنوانها (نهضة العراق الاجتماعية) يتحدّث عن نهضة العراق الاجتماعية قائلا : «هو موضوع جدير بالبحث والعناية ، فإنّ التقدّم العمراني والاقتصادي لا يثمر الثمر الجنيّ النافع ، ولا يعطي الغاية المتوخّاة إذا لم يصحبه الإصلاح الاجتماعي ، فيسير الرقي المادّي للبلاد مع الرقي المعنوي والنفسي لأبنائها
__________________
(١) العلاّمة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ومقامه في التوجيه : مقال منشور في مجلّة العرفان العدد ٩ ، ص ٩٥٨ ، لبنان ١٣٦٨هـ.