ومثلها قنابر حتّى سلّموا وأطاعوه ، ثمّ توجّه إلى (إربل) فسلّم أهلها وأطاعوه ، ثمّ توجّه إلى (الموصل) وكان معه من العسكر نحو مائتي ألف مقاتل ، وفي ظرف سبعة أيام رمى عليهم نحو اربعين ألف طوب ومثلها قنابر ، ثمّ حفر لغوماً وملأها باروداً ورصاصاً وأشعلها بالنار حتّى ملكها ، ثمّ ارتحل منها وتوجّه بعسكره إلى (بغداد) ، فجاء ونزل في قصبة (الكاظمين) ، وأرسل إلى أحمد باشا والي بغداد أنّ قصدي الإقرار منكم بصحّة مذهب الشيعة والتصديق بانّه مذهب جعفر بن محمّد الصادق ، ثمّ توجّه إلى (النجف) لزيارة أمير المؤمنين وليرى القبة التي أمر بأن تبنى بالذهب ، فلمّا ورد (كربلا) واجتمع بالسيّد نصر الله المدرّس أحبّه وقرّبه وأخذه معه إلى النجف ، وعقد مجلساً للعلماء في رواق الحرم المطهّر يوم الأربعاء لأربع وعشرين خلون من شوّال ، وكان معه جماعة من علماء إيران وعلماء الأفغان وعلماء ما وراء النهر ، وطلب حضور عالم بغداد فأرسل أحمد باشا عبد الله أفندي بن حسين بن مرعي بن ناصر الدين العبّاسي البغدادي الشهير بـ : (السويدي) ، وكان المجلس مشتملاً على نحو سبعين من علماء إيران الشيعة ، منهم : المولى علي أكبر الملاّ باشي(١) والآقا حسين مفتي ركاب(٢) والملاّ محمّد اللاهيجاني
__________________
(١) هو المولى علي أكبر الطالقاني الخراساني الشهيد (١١٦٠ هـ). كان هو والميرزا مهدي الاسترآبادي والميرزا أبو القاسم الكاشي هم الشخصيات الأولى في إيران كلّها في زمن نادر شاه (الكواكب المنتشرة/٧٥٤) وهو ملاّ باشي (وهذا اللقب أوّل المناصب الروحية في الدولة الصفوية) نادر. انظر : الكواكب ٤٩٦ ـ ٤٩٩.
(٢) هو الآقا حسين الخاتون آبادي بن آقا إبراهيم الشريف المشهدي ـ شيخ الإسلام في