د ـ تفسير النعماني بوصفه نصّاً تفسيريّاً :
نظرة عامّة على تفسير النعماني :
يستهلّ الكاتب هذا الكتاب بمقدّمة(١) يبدو أنّها ليست لأبي عبد الله النعماني. وقد تمّ التأكيد في هذه المقدّمة على وجوب اتّباع القرآن والسنّة ، كما تمّت الإشارة إلى أنّ فهم القرآن يتوقّف على مراجعة أحاديث أهل بيت النبيّ عليهمالسلام ، ثمّ تعرّض إلى الآيات التي تشير إلى الإمام عليّ عليهالسلام ، فإنّ الفكرة التأويلية واضحة عند المؤلّف في تفسيره لمصطلحات مثل : (السبيل)(٢) و (الذكر)(٣) ، و (القرآن)(٤) بأمير المؤمنين عليهالسلام. وهذا النهج التأويلي هو الغالب والمهيمن على مجموع هذا التفسير.
وقد ختمت هذه المقدّمة بذكر آية تمّ تطبيقها على الأئمّة عليهمالسلام من خلال الاستناد إلى وجوب العصمة.
وبعد هذه المقدّمة تمّ نقل رواية طويلة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، في حين أنّ المرويّ من هذه الرواية عن الإمام الصادق عليهالسلام ، هو ما يقرب من الصفحة الأولى فقط. أمّا سائر الرواية فهي عن الإمام عليّ عليهالسلام ، حيث أكّد الإمام
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٩٢ ، ص ١ ـ ٣.
(٢) في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)، الفرقان: ٢٧.
(٣) في قوله تعالى : (يَاوَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ...) ، الفرقان : ٢٨ ـ ٢٩.
(٤) في قوله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) ، الفرقان : ٣٠.