مشكلاته وكشفاً عن وجوه خرائده وفوائده وإشاراته أدام الله فوائده وأفضاله وكثّر في العلماء العاملين أمثاله ، وذلك بمكّة المشرّفة ثالث عشر جمادى الآخر ١٠٠٩هـ تسع وألف (٢٠ ديسمبر ١٦٠٠م). وكتب الفقير إلى عفو الله تعالى محمّد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي لطف الله به حامداً شاكراً ، مصلّياً مسلّماً ، مستغفراً»(١).
ومنهم : خضر بن عطاء الله الشامي الموصلي (ت ١٠٠٧هـ/ ١٥٩٩م)(٢)
__________________
(١) الروضة النضرة : ٥٠.
(٢) كان خضر بن عطاء الله الموصلي قد غادر مدينة الموصل وجاء إلى مكّة، استقرّ هناك وانضمّ إلى دائرة العلماء الموجودين فيها لأنّه تميّز بمعرفته الجيّدة للغة العربية وبقدرته على تفسير الشعر الذي كان يحفظ كمّية كبيرة منه عن ظهر قلب، وكان يستشهد به كثيراً وينسخ القصائد بخطٍّ جميل مع وضع علامات التشكيل. في سنة ٩٩٤هـ (١٥٨٦م) أهدى الشريف حسن بن نُميّ كتابه (الإسعاف)، وهو تعليق على الأبيات «القاضي والكشّاف»، وكان كتاباً لا مثيل له في زمانه حيث حصل المؤلّف على هدية مقدارها (١٠٠٠) دينار. كما ألّف له أيضاً قصيدة رجز طويلة عن فضائل عائلته وعن أفعاله الحربية. وهكذا عاش خضر في مكّة حياة مترفة ومحترمة إلى أن شكاه الوزير ابن عتيك للشريف واتّهمه بالمظالم؛ لا بل إنّه كتب تقريراً عن ذلك إلى البلاط التركي والبلاط الفارسي حيث قُبلت أقواله واعتبرت صحيحة بحيث إنّ الشريف أعطى الموافقة على نفيه من المدينة المقدّسة. فتمّ إبعاده على الفور وغادر خضر مكّة حزيناً إلى أبعد الحدود متوجّهاً إلى المدينة المنوّرة. وبعد مغادرته بيومين فقط استولى الوزير على بيته ونهب كلّ ما فيه وعرض الأشياء والأغراض للبيع في الأسواق كما كان يعرض تركات المتوفّين. سمع خضر بذلك وهو في منتصف الطريق فشعر باكتئاب شديد ممّا أدّى بذلك إلى انهياره فجأة ووفاته قبل الوصول إلى المدينة، وكان هذا في سنة ١٠٠٧هـ (١٥٩٨م). نظم عدّة قصائد من بينها قصيدة في مدح الشريف حسن وبذكره شهاب