لعلّنا نتداولها بدراسة مستقلّة ، المهمّ أنّ ما نشره الأفندي في كتابه عن البحرين الكبرى (البحرين والأحساء والقطيف) يشكّل مادّة مهمّة في إثراء معلومات الباحثين عن هذه المنطقة وإن كان ذلك قليلاً ، لأنّه وبحسب ما نثره من فوائد متفرّقة في هذا الكتاب محلّ الدراسة بعد أن جال وتوسّع في دائرة البحث والتقصّي لكنّه لم يرصد لنا أموراً كثيرة عن هذه المنطقة لأنّه لم يكن يعتني بذلك على وجه الخصوص ، يقول في حديثه عن اللؤلؤ في البحرين : «إنّ اللؤلؤ لا يكون إلاّ في مواضع معينة ، وأغلب ما يوجد فيه أربعة مواضع ، الأوّل : الموضع المتعلّق بالبحرين. والثاني : الموضع المتعلّق بالقطيف. والثالث : في قطر من توابع البحرين. والرابع : في الموضع المتعلّق بعمان ولُكنُهو يتّصل إلى نواحي قطر الذي هو من توابع البحرين : وقد شاهدت أكثر هذه المواضع ، ورأيت طريقة غوصهم وإخراجهم اللؤلؤ ، ورأيت الصدف حيّاً وله عروق في الأرض أيضاً»(١).
ويقول عن دارين : «ودارين في هذا العصر داخل في جملة الخطّ المعروف بالقطيف ، وقد رأيناه ، وقد كان لفظ البحرين يطلق على الجميع»(٢).
فإذا كان هذا حديثه عن البحر وصدفه وأماكن تواجد اللؤلؤ فيه وهو ليس من أهله ، وعن تحديد الموقع وهو ليس من أهله ، فكيف به في أمر
__________________
(١) الفوائد الطريفة : ٥٩٤ ـ ٥٩٥.
(٢) الفوائد الطريفة : ٥٧٨.