تمّ تخصيص باب في الكافي وبصائر الدرجات(١) لهذا الأمر ، وهو أنّ الراسخون في العلم هم الأئمّة عليهمالسلام.
وفي بعض الروايات اقتباس صريح من الآية الشريفة ، حيث يبدو من هذه الروايات ـ بوضوح ـ أنّ قوله تعالى : (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) معطوف على (اللهُ)(٢) كما في صحيحة أبي عُبيدة التي جاءت في شأن الآية الأولى من سورة الروم عن الإمام الباقر عليهالسلام ، أنّه قال : «يا أبا عُبيدة إنّ لهذا تأويلاً لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم من آل محمّد»(٣).
وفي قبال هذه الروايات الكثيرة والمعتبرة والتي تدعو إلى الاطمئنان(٤) ، هناك خطبة مروية عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يمكن أن يستفاد منها أنّ (الراسخون في العلم) لا يعلمون تأويل الكتاب(٥) ، ولكن لا يمكن الركون إلى
__________________
الإمام من الراسخين في العلم. وجاء في الخطبة رقم : ١٤٤ من نهج البلاغة : أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا ، كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنَا (شرح ابن أبي الحديد ، ج ٩ ، ص ٨٤ ؛ غرر الحكم ، ص ١١٥ ، ٢٠٠١ ؛ مناقب ابن شهر آشوب ، ج ١ ، ص ٢٨٥).
(١) الكافي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ؛ بصائر الدرجات ، ص ٢٠٢ ـ ٢٠٤.
(٢) كمال الدين وإتمام النعمة ، ح ٣ ، ص ٦٤٩ ؛ بصائر الدرجات ، ح ٦ ، ص ٥٠٦ ؛ دلائل الإمامة ، ص ٤٧٨ و ٤٨٣ ؛ غيبة النعماني ، ح ١ ، ص ٤١ ، وح ٥ ، ص ٢٥٠.
(٣) الكافي ، ج ٨ ، ص ٢٦٩ و ٣٩٧ ؛ تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٥٢ ، تفسير سورة الروم.
(٤) وهناك من هذه الروايات بطبيعة الحال ما هو غير معتبر من الناحية السندية ، إلاّ أنّها بمجموعها تبعث إلى الاطمئنان ، وإنّ بعضها معتبر من الناحية السندية أيضاً.
(٥) نهج البلاغة ، الخطبة رقم : ٩١ ، المعروفة بخطبة الأشباح ؛ شرح ابن أبي الحديد ، ج ٦ ، ص ٤٠٣ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ح ٥ ، ص ١٦٣ ؛ التوحيد ، ص ٥٣.