جمال الدين علي بن سليمان البحراني ، لكفاه برهاناً على جلالة قدره ، ودليلا على كمال بدره ، كيف وقد قال ـ عطّر الله مرقده ـ في تقريظه العجيب ما يرتاح له الأريب ، فقال في ديباجة رسالة العلم التي هي من أبكار أفكار ذلك الإمام ومخدّرات أنظاره التي أذعنت لها الأعلام : إنّ الله سبحانه لمّا وفّقني فيما مضى من الأيّام ، وألقى زمامي بيد المولى الإمام الهمام ، سيف الإسلام ، وعلاّمة الأنام ، لسان الحكماء والمتكلّمين ، جمال المحقّين والمحقّقين ، كمال الملّة والدين ، أبي جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة ، تلقّاه الله بأكمل الوفادة ، وتولاّه بأفضل الزيادة ، وبلّغه من منازل علّيّين أعلى مراتب المقرّبين. انتهى ما أردنا نقله.
وقال سلطان المحقّقين خواجه نصير الملّة والحقّ والدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ـ أفاض الله عليه شآبيب فضله القدّوسي ـ في صدر شرح رسالة العلم ، التي اشتهرت لوامع أنظاره ، وأسفر نهار التحقيق بسواطع أسراره ، في الثناء على الرسالة المذكورة ، وواضعها والتنويه بشأن محرّرها ، وملتقطها من مواضعها : فوجدتها حملت حرّة كريمة وصادفتها صادفاً تضمّنت درّة يتيمة ، هي أوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل ، أرسلها وسأل عنها من كان أفضل زمانه ، وأوحد أقرانه ، الذي نطق الحقّ على لسانه ، ولوّح الحقيقة في بنانه ، ورأيت المورد ـ أدام الله أيّامه ـ أيضاً قد سار إلى الكلام فيها ، وكشف القناع عن مطاويها ، وأين أنا من المبارزة مع فرسان الكلام ، والمعارضة مع البدر التمام ، وكيف يصل الأعرج إلى قلّة الجبل