عبد الله محمود شحاتة(١).
وهنا لا نجد متّسعاً لتوضيح مصطلح الأشباه بشكل كامل ، وإنّما نكتفي بالإشارة إلى أنّ الكثير من المعاني المذكورة للألفاظ ليس فيها الدقّة الكافية ، بل إنّ الألفاظ قد استعملت في معان جامعة تتضمّن معان مختلفة ، وفي بعض الموارد نصل إلى معان خاصّة من خلال قرائن أخرى من خارج اللفظ. وبعبارة أخرى : استفادة المعنى الخاصّ من باب تعدّد الدال والمدلول.
إنّ مقارنة أشباه الألفاظ المذكورة في تفسير النعماني مع ما ورد في كتاب مقاتل ، تثبت استقلالية تفسير النعماني تماماً ، فعلى سبيل المثال نجد النعماني قد ذكر أربعة وجوه للخلق ، وهي : خلق الاختراع ، وخلق الاستحالة ، وخلق التقدير ، وخلق التغيير(٢) ، في حين ذكر مقاتل سبعة وجوه للخلق(٣) لا ينسجم منها إلاّ وجه واحد مع ما ذكره النعماني ؛ حيث ذكر من بين معاني الخلق : الخلق في الدنيا ، وهو منسجم مع خلق الاختراع.
ذكر النعماني فيما يتعلّق بكلمة (الوحي) سبعة وجوه ، وهي :
١ ـ وحي النبوّة والرسالة.
٢ ـ وحي الإلهام.
٣ ـ وحي الإشارة.
__________________
(١) مقدّمة المصدر المتقدّم ، ص ٣٦ ـ ٣٩ ، حيث يذكر فهرسة بأسماء الذين كتبوا في هذا الفنّ (سواء وصلتنا كتبهم أم لم تصل).
(٢) بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١٧.
(٣) الأشباه والنظائر ، ح ١٢٤ ، ص ٢٦١.