الخاتمة
ننتهي ممّا سبق أنّ المدينتين المقدّستين (مكّة المكرّمة) و (المدينة المنوّرة) كانتا تعجّان بحياة علمية نشطة شارك فيها جمٌّ غفيرٌ من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية ، وكان لعلماء الإمامية مساهمة واسعة وأدوار جليلة في هذه المجال ، فقد ظهر على مسرح الحياة العلمية والاجتماعية في هاتين المدينتين المقدّستين مجموعة من العلماء الذين تفرّغوا للتدريس ، وألّف كثير منهم مؤلّفات في علوم متنوّعة مثل الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية والتراجم والمنطق والحساب والفلك ، جرياً على ما كان سائداً في البلدان العربية والإسلامية الأخرى.
وتبيّن أنّ أغلب العلماء الإمامية الذين ساهموا في النشاط العلمي في كلّ من مكّة والمدينة كانوا من الوافدين عليها بقصد المجاورة وطلب العلم ، وأنّ الأغلبية الساحقة منهم وفدوا من فارس وجبل عامل ، وجماعة أقلّ منهم وفدت من العراق واليمن ، ناهيك عن علماء شبه الجزيرة العربية.
وقد برز من بين هؤلاء العلماء مشتغلين بحقل الدراسات الإسلامية في المجالات المذكورة كالسيّد بدر الدين أحمد بن إدريس العاملي الحسيني ،
وأشرف محمّد بن شهاب الجوزي ، ومحمّد بن عبد اللطيف بن علي العاملي ، وشمس الدين محمّد بن أحمد العيناثي العاملي ، وحسن بن المشغري العاملي (ت قبل ١٠٦٠هـ/ ١٦٥٠م) ، وحسين ابن محمّد الشيرازي ، والمير حسين القاضي ، ومعزّ الدين حسين الإصفهاني ، والمولى خليل بن