المعصية أم لا؟
واختار المصنّف أنّه قادر على المعصية (١) ، فقال : (ولا ينافي العصمة القدرة) وإلاّ لما استحقّ الثواب على الاجتناب عن المعاصي ، ولما كان مكلّفاً
[في أفضليّة الإمام من رعيّته]
(وقبح تقديم المفضول معلوم ، ولا ترجيح في المساوي).
اختلفوا في أنّ الإمام هل يجب أن يكون أفضل من رعيّته أم لا؟ فذهب أكثر أهل السنّة إلى أنّه لا يجب أن يكون أفضل من رعيّته(٢).
وذهب الإمامية إلى أنّه يجب ، واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بأنّه لو لم يكن الإمام أفضل من رعيّته فلا يخلو إمّا أن يكون مساوياً أو مفضولاً.
وتقديم المفضول على الفاضل قبيح عقلاً(٣) ، يدلّ عليه قوله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى(٤) فَمَا
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : يقال فيه : إنّ قول المصنّف قدّس سرّه : (ولا ينافي العصمة القدرة) بظاهره يدلّ على أنّه منع لقول القائلين بأنّ العصمة ينافي القدرة على المعصية استدلالاً على أنّ المعصوم لا يتمكّن من المعصية ، لا أنّه دليل على أنّه قادر على المعصية. تأمّل ، ١٢ ن.
(٢) شرح المقاصد : ٢ / ٢٧٨.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : في تقديم التلميذ لأجل العلم على أستاذه. ١٢ ن.
(٤) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : أي أم من لا يهتدي بنفسه إلاّ أن يهدى بهداية الله. ١٢ ط.