لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(١) والمساوي لا ترجيح له ، فيستحيل تقديمه ، لأنّه يفضي إلى الترجيح بلا مرجّح(٢).
(والعصمة تقتضي النصّ(٣) وسيرته عليه السلام)
يعني أنّ العصمة من الاُمور الخفية التي لا يعلمها إلاّ عالم السرائر(٤) ، فيجب أن يكون الإمام منصوصاً من عند الله تعالى ، وسيرة نبيّنا صلّى الله عليه وآله أيضاً تقتضي التنصيص بالإمام ، لأنّه أشفق بالأمة من الولد لولده ، ولهذا لم يقصّر في إرشاد اُمور جزئية ، مثل ما يتعلّق بالاستنجاء وقضاء الحاجة ، فمن هو بهذه المثابة من الإشفاق ، كيف يُهمِل أمرهم(٥) فيما هو أهمّ الواجبات(٦) ، ولا يَنُصُّ على من يتولّى أمرهم بعده(٧) وهما أي العصمة والتنصيص مختصّان بعليّ عليه السلام.
[في الإمام الحقّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)]
اختلفوا في أنّ الإمام الحقّ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله من هو؟
__________________
(١) سورة يونس : ٣٥.
(٢) الرسالة السعدية : ٨٣.
(٣) الظاهر أنّ المراد من النصّ فيها ما يقابل الظاهر كما هو مصطلح الأصولي ، ويحتمل أن يراد به مطلق التعيين ١٢ فتح نعمة الله.
(٤) أو من يعلمه بها ١٢ فح.
(٥) قال عليه السلام : «بالغ صلّى الله عليه وآله في الإشفاق على الأمّة وإرشادهم إلى ما هو الأصلح إلى أن علّمهم في كيفية الاستنجاء ثلاثين أدباً» ، ١٢ حلّي.
(٦) في (م) : (المهمّات) بدل من : (الواجبات).
(٧) قوله : (بعده) من (ح).