الأولى بالتصرّف والتدبير(١) ، بل يجوز أن يراد الأولى في الاختصاص به والقرب منه ، كما قال الله تعالى : (إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ)(٢) وكما تقول التلامذة : نحن أولى بأستادنا ، والأتباع نحن أولى بسلطاننا ، ولا يريدون الأولوية في التدبير(٣) والتصرّف وحينئذ لا يدلّ الحديث على إمامته.
ولو سلّم فغايته الدلالة على استحقاق الإمامة وثبوتها في المآل ، لكن من أين يلزم نفي إمامة الأئمّة الثلاثة قبله(٤)(٥).
(ولحديث المنزلة المتواتر)
بيانه أنّ المنزلة اسم جنس أضيف فيعمّ(٦) كما إذا عرّف باللاّم بدليل
__________________
(١) في (م) : (والتدبر) بدل من : (والتدبير).
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : فيه أنّ التقييد بقوله : (من أنفسهم) قد دلّ على أنّ المراد من الأولى هو الأولى بالتصرّف دون الأولوية في أمر من الأمور ، وذلك لأنّه لا معنى للأولوية بنفس الناس من الناس إلاّ الأولوية في التصرّف ، نعم لو لم يوجد القيد المذكور لتمّ استشهاده بقوله تعالى : (إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ) [آل عمران (٣) : ٦٨] فإنّه لو كان زعم الآية مثلاً أنّ أولى الناس بإبراهيم من نفسه لكان المراد الأولى بالتصرّف ، وقس عليه فعلل وتفعلل. (نور الله).
(٣) في (م) : (التدبّر).
(٤) قوله : (قبله) من (م).
(٥) شرح المقاصد : ٢ / ٢٩٠.
(٦) في (م) : (فعمّ) والمثبت موافق لـ : (ح) ونسخة بدل من (م).