الخبر على المُبتَدَأ لأجلِ القَصْرِ ، وقد ورد ذلك في قول الإمام المجتبى ، ومنه قوله في آل البيت عليهمالسلام «بهم عيشُ العلم وموتُ الجهل»(١) ، فالجار والمجرور المتعلّق بالخبر المحذوف قد قصر العلم بهم وخصّص استمراره وإدامته وانتصاره على الجهل وإهلاكه له بمعيّتهم ، إذ لا عالم ربّاني راسخ في علمه إلا محمّد وآل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) ، أمّا بقيّة الذر ممّن آمن بهم فمتعلّمون على سبيل نجاة.
ومن وسائل القصر الأُخر التي وردت في كلام المجتبى عليهالسلام ، القصر بأدوات القصر ، ومنها (إنّما) كقوله : «اِنَّما الخَليفَةُ مَنْ سارَ بِسيرَةِ رَسُولِ اللهِ ، وعَمِلَ بِطاعَةِ اللهِ ولَعَمْري إِنّا لأعْلامُ الْهُدى وَمَنارُ التُّقى»(٢) ، فقد قصرت (إنّما) صفة الخليفة بآل البيت الذين ساروا بسيرة الرسول الأكرم عليهالسلام ، فهم أعلام الهدى ومنار التقى.
وورد التخصيص (بالنفي وإلاّ) في قول الإمام عليهالسلام : «أشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيِكَ لَهُ»(٣) ، قاصراً صفةَ الإِلوهيَّة ، ومُخَصّصها في الذَّاتِ الإِلهيَّة المُقدَّسَة قصراً حقيقيّاً من دونِ شريك.
المطلب الخامس : الاختصاص بوسائل أخرى
يتضمّن هذا المطلب وسائل متفرّقة للاختصاص ورد عليها بعض
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٥ / ١٠٥.
(٢) المصدر نفسه ٤٤ / ٤٢.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٩١.