الأمثلة في كلام الإمام المجتبى عليهالسلام ، ومن تلك الوسائل :
(أ) ضمير الفصل :
وهو ضمير منفصل مرفوع ، يقع بين المبتدأ والخبر نحو : سعيد هو القائمُ ، أو بين ما أصله مبتدأ وخبر ، نحو : كان سعيدٌ هو القائمَ ، وإنّ سعيداً هو القائمُ ، وظننتُ سعيداً هو القائمَ.
وضمير الفصل لا يحمل خصائص الضمير المعلومة ، وإنّما سُمّي ضميراً ، لأنّ صورته تشابه صورة الضمير ، وأمّا الفصل فلأنّه يفصل بين معنى الخبر ومعنى الصفة ، ليُعلَم من أوّل الكلام أنّ ما بعده خبر لا صفة.
أمّا الفائدة المعنوية لضمير الفصل فهي التوكيد والاختصاص ، لكنّ بعض المفسّرين قصر فائدته على الاختصاص(١).
وممّا ورد من اختصاص بضمير الفصل في كلام الإمام الحسن ، قوله عليهالسلام : «لإنّا نحن أبرارٌ بآبائنا وأُمّهاتنا ، وقلوبنا عَلَتْ بالطاعات والبرّ ، وتَبرّأَتْ من الدنيا وحبِّها وأطعنا الله في جميع فرائضِه ، وآمَنّا بوحدانيّته ، وصدّقنا برسوله»(٢) ، فهذه الكمالات الإنسانية والصفات النورانية قد اختصّت بآل البيت عليهمالسلام ، لا ينازعهم فيها أحد ، ولا يجرؤ على ادّعائها مدّع مهما علت مرتبته ، فكان الفصل بضمير الجمع المرفوع (نحن) دالاًّ على الاختصاص والتفرّد.
__________________
(١) ينظر : الكشاف ١ / ٤٤ ، ومدارك التنزيل وحقائق التأويل ١ / ٢٨١ ، وفتوح الغيب في الكشف عن قناع الغيب ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦.
(٢) نور الثقلين ٥ / ٥٣٣.