أنّ الصدقة للمحتاج بطريق الرحم ، والهديّة للتحبّب والمودّة ولذا كان (صلى الله عليه وآله) يقبل الهدية لا الصدقة فرضاً كانت أو نفلاً»(١).
وفي كتاب فروق اللغات : «الهدية تُشعر بإعظام المُهدى إليه وتوقيره ... وهي مبنية على الحشمة والإعظام»(٢) «والصدقة ما يُرجى به الثواب وخاصّة من الله سبحانه»(٣) ، والصدقة هنا أي ما يُرجى به الثواب أقرب لروح الآية في قوله تعالى : (لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ)أي أبذل كي أنال الثواب.
وعن الفرق بين المُرائي والمنافق فهو يذكر ذلك في تفسير قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)(٤) إذ قال السيّد الحائري : «إنّ المنافق يُبطن الكفر ويظهر الإيمان ، والمرائي يظهر زيادة الخشوع وآثار الصلاح ليعتقد مَن يراه أنّه من أهل الصلاح ، وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بإظهار الدين»(٥).
وفي كتب الفروق اللغوية : «أنّ النفاق إظهار الإيمان مع إسرار الكفر ، وسُمّي بذلك تشبيهاً بما يفعله اليربوع وهو أن يجعل بحجره باباً ظاهراً وباباً باطناً يخرج منه إذا طلبه الطالب ، ولا يقع هذا الاسم على مَنْ يظهر شيئاً
__________________
(١) مقتنيات الدُرر ١١/١٩٢.
(٢) فروق اللغات في التمييز بين مفاد الكلمات : ٢٢٢.
(٣) فروق اللغات : ١٥٩.
(٤) سورة الماعون : ٧.
(٥) مقتنيات الدُرر ٢/٢٩٠.