ويخفي غيره إلاّ الكفر والإيمان ، والرياء إظهار جميل الفعل رغبةً في حمد الناس لا في ثواب الله تعالى ، فليس الرياء من النفاق في شيء»(١) ، النفاق هو الظاهر مخالف للباطن مُطلقاً ، ولكن الرياء هو الخشوع وإظهار التقوى الزائدة طلباً للحصول على شيء.
ثالثاً : من الموضوعات الأخرى التي نتناولها هنا ما يتعلّق بالشطط الذي وقع به المفسّر وانحرف به عن المقصد القريب :
فمن ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(٢) ، إذ قال السيّد الحائري المقصود بذلك «الحُمس ، وهم طائفة من المشركين يطوفون حول البيت وهم عُراة يعبدون الأصنام ويقولون : نعبد إلهنا ونطوف عُراة كما ولدتنا أمهاتنا ولا نطوف بثياب قارفنا فيها الذنوب»(٣).
لعلّ المعلومة التي ذكرها السيّد الحائري غير دقيقة تاريخيّاً ، فقد كتب الدكتور محمّد ظاهر وتر بحثاً(٤) عن الحُمس هذه الطبقة الدينية التي عاشت في قريش خاصّة ، وهؤلاء هم «المتشدّدون في الدين ، إذ كانوا يقفون بنمرة
__________________
(١) معجم الفروق اللغوية : ٥٤٧.
(٢) سورة الأعراف : ٢٨.
(٣) مقتنيات الدُرر ٤/٣٩٦.
(٤) (الحُمس من قبائل العرب) مجلة التراث العربي الصادرة عن اتحاد الكتاب العربي بدمشق ، العدد ٨١ ـ ٨٢ : ١٥٦ ـ ١٥٧.