باب عطف الخاصّ على العامّ لأنّها كانت أكبر أصنامهم وأعظم ما عندهم ...»(١).
في حين أنّ النبي نوح عليهالسلام كان نبيّاً لمنطقة محدّدة كانت تعبد هذه الأصنام الخمسة ، ولذلك فإنّ حصول الطوفان كان لإغراق مَن عبد هذه الأصنام الخمسة ضمن منطقة العراق وهي خمسة مناطق عراقية ، فما ذنب مَن لم تصل له رسالة نوح كي يتمّ إغراقه ، وهذا مخالف للعدل الإلهي ، فقد تمّ إغراق مَن أُرسل نوح إليه ، والقرآن الكريم يحدّد ذلك بقوله تعالى :
١ ـ (اِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(٢).
٢ ـ (وَقَوْمَ نُوح لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً)(٣).
٣ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ)(٤).
٤ ـ (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَة إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً)(٥).
فالإرسال هنا كان خاصّاً لهؤلاء القوم الذين عبدوا تلك الأصنام ، والحقيقة التاريخية تشير إلى أنّ الطوفان قد أغرق خمس مدن في جنوب
__________________
(١) مقتنيات الدُرر ١١/٣١٧ ـ ٣١٨.
(٢) سورة نوح : ١.
(٣) سورة الفرقان : ٣٧.
(٤) سورة الأعراف : ٥٩.
(٥) سورة العنكبوت : ١٤.