العراق ، والأصنام الخمسة المذكورة تشير إلى عدد المدن المُغرقة التي عبدت تلك الأصنام.
ليس هذا فحسب فقد تشير الآية إلى الأشخاص الخمسة الذين تزعّموا قيادة الكفّار والمشركين في بداية البعثة النبوية وهم : (أبو جهل بن هشام ، أمية بن خلف ، عتبة بن ربيعة ، أبو سفيان بن حرب وسُهيل بن عمرو).
والمثال الثالث : هو تأويله لـ (ذي القرنين) عندما فسّر قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيء سَبَباً)(١) فقد اختلف المفسّرون والمؤرّخون في هذه الشخصية اختلافاً كبيراً ، فقال السيّد علي الحائري «وفي ذي القرنين أقوال :
الأوّل : هو الاسكندر بن فيلقوس اليوناني ، والدليل عليه أنّ القرآن دلَّ على أنّ الرجل المسمّى بذي القرنين بلغ ملكه إلى أقصى المغرب بدليل قوله : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْن حَمِئَة)(٢) ، وأيضاً بلغ ملكه إلى أقصى المشرق بدليل قوله : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ)وبلغ ملكه أقصى الشمال بدليل أنّ يأجوج ومأجوج قومٌ من الترك يسكنون في أقصى الشمال ، وبدليل أنّ السدّ المذكور في القرآن يُقال في
__________________
(١) سورة الكهف : ٨٤.
(٢) سورة الكهف : ٨٦.