كتب التاريخ : إنّه مبني في أقصى الشمال ، فهذا الإنسان المُسمّى بذي القرنين في القرآن قد دلّ القرآن على أنّ ملكه بلغ أقصى المغرب والمشرق والشمال وهذا هو تمام القدر المعمور في الأرض. والملك الذي اشتهر بهذا العنوان من بسط الملك والقدرة ليس مذكور في التاريخ والدنيا إلاّ الإسكندر ....
الثاني : قيل هو مزربان من مرزويه بن يافث بن نوح.
الثالث : وقيل من أحفاد كهلان سبأ بن يعرب بن قحطان.
الرابع : وقيل هو تُبّع الأكبر أوّل التبابعة.
الخامس : وقيل إنّه أفريدون بن النعمان الذي قَتَلَ الضحّاك.
السادس : وذكر أبو الريحان البيروني في كتابه المُسمّى بـ : الآثار الباقية من القرون الخالية أنّ ذا القرنين هو أبو كرب الحميري ، وأن ملكه بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وهو الذي افتخر به التُبّع اليماني حيث قال :
قد كان ذا القرنين جدّني تُبّعاً |
|
ملكاً علا في الأرض غَيرَ مُفنَّدِ |
بلغ المشارقَ والمغارِبَ يبتغي |
|
أسبابَ أمر من حكيم ومُرشِدِ |
ويمكن أن يكون هذا القول قريباً من الصحّة لأنّ الأذواء كانوا من اليمن مثل ذي المنار وذي النواس وذي النون وذي رعين وذي يزن وذي جدن ، ولكن القول الصحيح الأوّل الذي بيان سعة ملكه في القرآن حسبما يُستفاد من التأريخ إنّما هو الإسكندر الرومي ...»(١).
فالسيّد علي الحائري يميل إلى أنّه الإسكندر الرومي ، ويرى نشوان
__________________
(١) مقتنيات الدرر ٦/٤٠٤ ـ ٤٠٦.