ثالثاً : يعمد الرجاليّون أحياناً ـ ضمن الترجمة ـ إلى بيان سبب لقب أو كنية الراوي ، وعليه يمكن أن يكون ذكر عبارة (وله ابن اسمه علي) في هذه الترجمة لبيان وتوضيح منشأ تلك الكنية ، والملفت للانتباه أنّ هذه العبارة قد تكرّرت مرّة واحدة فقط في رجال النجاشي ، وذلك في ترجمة موسى بن عمر بن يزيد بن ذبيان ، وفي هذه الترجمة بعد ذكر كنية أبي علي يستطرد قائلاً : «وله ابن اسمه علي وبه كان يكتني»(١) ؛ وعليه لا حاجة إلى اعتبار جملة (كان حسن التخصيص بمذهبنا) مرتبطة بابن صاحب الترجمة ، وبشكل عام ـ كما نوّه الشيخ المامقاني ـ إنّ الظهور الأوّلي لهذا النوع من التعابير هو ارتباطه بصاحب الترجمة ، وما لم نعثر على قرينة واضحة على الخلاف لا ينبغي أن نرفع أيدينا عن هذا الظهور.
وفيما يتعلّق بالأمر الثاني ـ البحث في خصوص ترجمة هارون بن عبد العزيز في رجال النجاشي ـ كذلك نبدأ أوّلاً بالقول : إنّه لم يكن هارون بن عبد العزيز ولا نجله (علي) جدّاً للوزير المغربي لأبيه ، بل إنّ هارون بن عبد العزيز هو خال أبيه ، وإنّ علي بن هارون هو ابن خال أبيه ، كما تمّ التصريح بذلك في رسالة الوزير المغربي(٢).
__________________
(١) المصدر أعلاه ، ص ٤٠٥ / ١٠٧٥.
(٢) بغية الطالب ، ج ٦ ، ص ٢٥٣٥. جدير بالذكر إنّ تحريف عبارة النجاشي قد أدّى إلى تعريف الوزير المغربي في كتاب الذريعة ، ج ٢٢ ، ص ١٢٣ بأنّه : الحسين بن علي بن الحسين بن محمّد بن هارون بن عبد العزيز. وبطبيعة الحال إذا تجاوزنا