ويبدو أنّ كلمة (جد) في النسخة المتوفّرة لرجال النجاشي ، تحريف عن كلمة (خال) ، فبعد التحام الألف باللام من كلمة (خال) تبدو شديدة الشبه بكلمة (جد) ، فإنّ حصول هذا التحريف وحدوث ذلك في أثناء الكتابة وامتزاج الحبر أمر طبيعي جدّاً. وهذا الأمر يثبت أنّ الجملة المتقدّمة ترتبط بـ : (هارون بن عبد العزيز) ، وليس بنجله (علي). وعلى فرض اعتبار أنّ هذه الجملة من خطأ النجاشي ، فإنّ هذا الخطأ يكون مؤيّداً لارتباطها بـ : (هارون بن عبد العزيز) ، لأنّ الخطأ في اعتبار الخال بدلاً من الجد أقرب إلى التحقّق من الخطأ في اعتبار ابن الخال بدلاً من الجد.
خلاصة الكلام : لا وجود لأيّ قرينة تصرفنا عن الظهور البدوي لكلام النجاشي ؛ ولذلك يجب اعتبار جملة (وكان حسن التخصيص) والجملة التالية لها مرتبطة بـ : (هارون بن عبد العزيز) وليس بولده (علي).
رسالة الوزير المغربي في التعريف بأصله ونسبه وسيرته العلمية :
اتّهم الوزير المغربي في بغداد باعتناق المذهب الإسماعيلي الذي كان يحظى بدعم من الحكّام المصريّين ، وإنّ لقب المغربي يُعدّ خير شاهد على
__________________
تحريف أو خطأ النجاشي ـ إذ يمكن إطلاق كلمة الجدّ على الجدّ من جهة الأمّ أيضاً ـ لا ينبغي اعتبار هذه السلسلة النسبية للوزير النعماني. مضافاً إلى أنّ النجاشي في الأساس قد عرف محمّداً (جدّ الوزير المغربي) على أنّه ابن يوسف. (انظر : رجال النجاشي ، ص ٦٩ ، الرقم : ١٦٧).