ارتباطه بالمصريّين ، وقد كتب الوزير رسالة يدافع فيها عن نفسه ليعرضها على الخليفة العبّاسي (القادر) ، وقد نقل ابن العديم الجزء الأوّل من هذه الرسالة في كتابه بغية الطلب(١).
ولأهميّة هذه الرسالة في التعريف بالوزير المغربي وأسرته ، سوف ننقل القسم الأكبر منها ، ممّا يعتبر سيرة الكاتب بقلمه :
ففي البداية نوّه إلى الاتّهام الذي وجّه إليه ، موضّحاً نسبته إلى المغربي التي كانت هي السبب وراء ذلك الاتّهام ، فقال :
«كان أصلي من البصرة ، وانتقل سلفي عنها في فتنة البريدي إلى بغداد ، وكان جدّ أبي وهو أبو الحسن علي بن محمّد يخلف على ديوان المغرب ، فنسب به إلى المغربي ، وولد له جدّي الأدنى ببغداد في سوق العطش ، ونشأ وتقلّد أعمالاً كثيرة ، منها تدبير محمّد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة ، وكان خال أبي وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي المعروف ـ الذي مدحه المتنبّي ـ متحقّقاً بصحبة أبي بكر محمّد بن رائق ، فلمّا لحق أبا بكر بن رائق ما لحقه بالموصل ، سار جدّي وخال أبي إلى الشام ، والتقيا بالإخشيذ ، وأقام والدي وعمّي ـ رحمهما الله ـ بمدينة السلام (بغداد) ، وهما حدثان إلى أن توطّدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد(٢) ، وأنفذ
__________________
(١) بغية الطلب ، ج ٥ ، ص ٢٥٣٥ ، نقلاً عن : الوزير المغربي ، ص ١٩٨.
(٢) ويبدو أنّ المراد من شيوخهما : جدّ وخال والد الوزير. وإنّ هذه العبارة تشرح سبب عدم اصطحاب والد الوزير وعمّه ، حيث أنّ المسافرين إلى الشام لم يجدوا أوضاعهم متّسقة ، فرأوا عدم اصطحاب الصغار أحجى.