الشيعي من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين متّهم ، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة ، وتلمّذ له المفيد وبالغ في إطرائه ، وحدّث عنه أيضاً الحسين بن عبيد الله الغضايري ومحمّد بن سليم الصابوني(١) ، سمع منه بمصر ، مات سنة ثمان وستّين وثلاث مائة»(٢).
ولعلّ ابن قولويه سمع من الصابوني أيضاً وأجازه ، فإن كانت إجازة مدبّجة ـ أو ما بحكمها ـ بينهما ففيها دلالة على شأن لابن قولويه بين أهل مصر ، ويظهر هذا من ترجمة النجاشي لجعفر بن يحيى بن العلاء ، قال : «جعفر بن يحيى بن العلاء ، أبو محمّد الرازي ، ثقة ، وأبوه أيضاً ، روى أبوه
__________________
(١) وفي كلام الصفدي في الوافي بالوفيات (١١ : ١١٧) ما قد يحمل على شدّة تعلّق ابن بابويه بمصر ، ولم يتّضح ، قال : «ابن قولويه : جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى ابن قولويه أبو القاسم الشيعي السهمي ، كان هذا من كبار أئمّة الشيعة ومن علمائهم المشهورين بينهم ، وكان من أصحاب سعد بن عبد الله وهو شيخ الشيخ المفيد ، وقال فيه المفيد : كّل ما يوصف الناس به من فقه ودين وثقة فهو فوق ذلك ، وله كتب حسان؛ منها كتاب الصلاة ، وكتاب الجمعة والجماعة ، كتاب قيام الليل ، كتاب الصداق ، كتاب قسمة الزكاة ، كتاب الشهور والحوادث ، وله غير ذلك من كتب الفقه ، حمل عنه الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد وأبو جعفر محمّد بن يعقوب وأبو الحسين يحيى بن محمّد بن عبد الله الحسيني وأحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله الغضايري وحيدرة بن نعيم السمرقندي ومحمّد بن سليم الصابوني ، سمع عليه الصابوني بمصر قال : الشيخ شمس الدين : وأحسبه من أهل مصر ، ذكر ابن أبي طي وفاته سنة ثمان وستّين وثلاثمئة».
ولعلّه قصد بالضمير في (أحسبه من أهل مصر) عوده على الصابوني أو الشيخ شمس الدين.
(٢) لسان الميزان ٢ : ٤٧٠ / ر ١٩٠٤.