فِي مَا أَوْصَى إِلَيهِ : (يَا إِبْرَاهِيمُ خَلَقْتُكَ فَابْتَلَيْتُكَ بِنَارِ نُمْرُودَ فَلَوِ ابْتَلَيْتُكَ بِالفَقْرِ ، وَرَفَعْتُ عَنْكَ الصَّبْرَ فَمَا تَصْنَعُ؟)(١) ؛ فَأَجَابَهُ عليهالسلام بِمَا مَرَّ ، ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ : (وَعِزَّتِي وَجَلالِي مَا خَلَقْتُ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَشَدَّ مِنَ الْفَقْرِ)(٢) ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) : (كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْراً)(٣) ، وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليهالسلام لاِبْنِهِ الْحَسَنِ عليهالسلام : (يَا بُنَي لاَ تَلُمْ إِنْسَاناً يَطْلُبُ قُوتَهُ ؛ فَمَنْ عُدِمَ قُوتُهُ كَثُرَتْ خَطَايَاهُ ، يَا بُنَي الْفَقِيرُ حَقِيرٌ لاَ يُسْمَعُ كَلامُهُ ، وَلاَ يُعْرَف مَقَامُهُ ، وَلَوْ كَانَ الْفَقِيرُ صَادِقاً لَسَمَّوهُ كَاذِباً ، وَلَوْ كَانَ عَالِماً(٤) لَسَمَّوهُ جَاهِلا ، وَلَوْ كَانَ زَاهِداً لَسمَّوهُ مَسَّاكاً ، يَا بُنَي مَنِ ابْتُلِيَ بِالفَقْرِ فَقَدِ ابْتُلِيَ بِأَرْبَعِ خِصَال : بِالضَّعْفِ فِي يَقِينِهِ ، وَالنُّقْصَانِ فِي عَقْلِهِ ، وَالرِّقَّةِ فِي دِينِهِ ، وَقِلَّةِ الْحَيَاءِ فِي وَجْهِهِ ؛ فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفَقْرِ)(٥).
فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنَ الأَحَادِيثِ الْقُدْسِيَّةِ ، وَالآثَارِ النَّبويَّةِ ، وَالأَحَادِيثِ الْمَعْصُومِيَّةِ الْوَارِدَةِ فِي ذَمِّكَ ، وَنَقْصِكَ ، وَالازْدِرَاءِ بِشَأْنِكِ ، وَبِحَالِ مَنْ غَلَّفَتْهُ صِفَتُكَ ، أَوْ نُسِبَ إِلَيكَ ؛ فَخُذْ هَذَا وَاقْنَعْ بِهِ ، وَلاَ تُحْوِجْنِي إِلَى إِبْدَاءِ مَا هُوَ أَكْثَرُ
__________________
(١) البحار ٦٩/٤٧.
(٢) البحار ٦٩/٤٧.
(٣) الكافي ٢/٣٠٧/٤/١.
(٤) في البحار : (زاهداً) بدل (عالماً).
(٥) في جامع الأخبار ٣٠٠/٨١٨ (.....لو كان الفقير صادقاً يسمّونه كاذباً ، ولوكان زاهداً يسمّونه جاهلاً). ومسَّاكاً : يعني يفسّرون زهده إمساكاً وهو البخل. ومسّاكاً غير موجود في أصل الحديث.