سلسلة الإسناد في الأمّة ، والإسناد هو الذي حفظ السنّة النبوية الشريفة. كما أكّد العلماء على الإجازة بعد أن بيّنوا دورها المهمّ في حفظ سلسلة السند وربطها بالصدر الأوّل الذي أخذ عنه الحديث حتّى تنتهي تلك السلسلة عند النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) مباشرة ، فالرواية عند الإمامية بخاصّة إذا لم يكن سندها متّصلا بالنبي(صلى الله عليه وآله) عن طريق الأئمّة المعصومين عليهمالسلام أو أصحابهم فإنّها تكون موضع شكّ. ولهذا اهتمّ المسلمون وبخاصّة محدّثوا الشيعة الإمامية بتمحيص الحديث الشريف ، فكان اهتمامهم بعلم الرجال اهتماماً بارزاً لما له من تأثير وثيق بصحّة الرواية أو الخبر.
فالإجازة العلمية تعدّ من أعظم صدور المدنية العلمية في حاضرة الدول الإسلامية ، فيعبّرون عنها بأنّها شامّة بيضاء ، وتاج مكلّل بالغار ، ووجه من وجوه الحضارة الإسلامية ، فلا غنىً لطالب العلم عنها ـ أي الإجازة ـ بكلّ نوع من أنواعها المسموع أو المقروء ، فهما بمرتبة واحدة وإن كان بعضهم يخالف ذلك.
وطرق منح الإجازة تعدّدت ، منها الإجازة الشفوية أو الشفاهية أو الشفهية وإجازة تحريرية ، والشفوية أقدم من التحريرية. روى النجاشي في رجاله أنّ الإمام الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام قد منح إجازة شفوية لأحد تلاميذه ، فروى ذلك التلميذ أنّه قال لإمامه عليهالسلام عند قراءته إيّاه : أحبّ أن تزوّدني. فقال الإمام عليهالسلام : «إئت أبان بن تغلب فإنّه سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما