روى ذلك عنّي فاروه عنّي»(١) وأبان هذا من تلاميذ الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ومن الثقات ، وتعدّ إجازته المذكورة من الإجازات الحديثية التي ينتهي إسنادها إلى الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهمالسلام ثمّ إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وهناك من الإجازات ما هو مقطوعة شعرية كما فعل صفيّ الدين الحلّي (ت ٧٥٢هـ) في إجازته لأحد تلاميذه(٢) :
أجزت لسيّدي ومليك رقّي |
|
رواية ما حوى من نسج فكري |
وما أنشأت من جدّ وهَزْل |
|
وما أبدعت من نظم ونثر |
ولم أقصد بذاك سوى قبولي |
|
لمرسوم أشار به وأمري |
ولو نسبوا إليه جميع علمي |
|
لكان كنقطة في لجّ بحرِ |
والمجازون يفضّلون الطريق الأسهل والأسرع في طلب الإجازة من شيوخهم الذين يكونون قريباً منهم ؛ لأنّه يشقّ على الراغب في طلب الإجازة السفر البعيد والترحّل من أجل الوصول إلى المجيز ولقائه وإجازته ، فمثلا ابن المشرق يطلب الإجازة من مجيز في المغرب فيأذن له هذا المغربي في رواية ما يصحّ لديه من حديثه عنه ويكون ذلك المروي حجّة. وهذا النوع من الإجازات عن بُعد معروف ومتداول.
إنّ من أوّل الإجازات المكتوبة كانت في القرن الثالث الهجري كتبها
__________________
(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٤٧.
(٢) ديوان صفيّ الدين الحلّي : ٤٨٢.