يتعيّن على هؤلاء أن لا يقوموا ببعض الأعمال الجائرة ، وخاصّة مثل قتل النفس ، فإنّ ذلك لا يجوز حتّى لو كان هناك إكراه في البين.
وإذا وافقوا على تولّي مثل هذه المناصب لدوافع صحيحة ، لم يكن للناس الحقّ في منازعتهم والاعتراض عليهم.
هذا وقد استطرد السيّد المرتضى في هذه الرسالة واسترسل في بيان كيفية تشخيص الدوافع الصحيحة من السقيمة لنفس المتولّي لتلك المناصب وسائر الناس أيضاً.
الوزير المغربي ورسالة المقنع في الغيبة :
أمّا الرسالة الأخرى للسيّد المرتضى التي وردت فيها الإشارة إلى اسم الوزير المغربي فهي رسالة المقنع في الغيبة ، إذ جاء في بدايتها ما يلي :
«جرى في مجلس الوزير السيّد ـ أطال الله في العزّ الدائم بقاءه ، وكبت حسّاده وأعداءه ـ كلام في غيبة الإمام ألممتُ بأطرافه ، لأنّ الحال لم يقتض الاستقصاء والاستيفاء ، ودعاني ذلك إلى إملاء كلام وجيز فيها يطّلع به على سرّ هذه المسألة ويحسم مادّة الشبهة المعترضة فيها ، وإن كنت قد أودعت الكتاب الشافي في الإمامة ، وكتابي في تنزيه الأنبياء والأئمّة : من الكلام في الغيبة ما فيه كفاية ...»(٣).
يبدو أنّ المراد من الوزير في هذه العبارة هو الوزير المغربي ، كما ذكر
__________________
(١) السيّد المرتضى ، المقنع ، ص ٣١.