ذلك العلاّمة الطهراني في كتابه القيّم الذريعة إلى تصانيف الشيعة(١). وليس من المستبعد أن تكون هذه الرسالة قد كتبت بعد الرسالة المتقدّمة ، فإنّ أسلوب دعاء السيّد المرتضى للوزير المغربي يوحي بأنّ الوزير كان يعاني من حسد الحاسدين وعداوة بعض المبغضين ، وإنّ مقارنة هذا الدعاء بالدعاء الوارد في الرسالة الأولى يثبت اختلاف الواقع السياسي الذي كان عليه الوزير المغربي في فترة كتابة كلتا الرسالتين ، ولكي نلقي مزيداً من الضوء على هذا الموضوع يجدر بنا أن نلقي نظرة عابرة على سيرة حياة الوزير المغربي المليئة بالمنعطفات :
تعرّضنا في المقال السابق إلى رواية الوزير المغربي لسيرته وبداية حياته وجذور أسرته وكيفية انتقالهم إلى مصر وتمكّنهم فيها ، وقد كانت نهاية حياة هذه الأسرة في مصر مأساوية ، حيث غضب عليهم الحاكم العبيدي في ذي القعدة من عام ٤٠٠ للهجرة ، فقتل والد الوزير المغربي وعمّه وأخوين له ، وقد سعى إلى الظفر بالوزير المغربي نفسه أيضاً ، بيد أنّ الوزير نجح في الإفلات من قبضته ، حيث احتال عليه بدهاء وهرب منه ولجأ إلى أمير الرملة ابن الجرّاح حسّان بن حسن ، وقد أضمر الوزير الانتقام من حاكم مصر ، وعمل على إثارة أمير الرملة ضدّ خليفة مصر ، وشجّعه على بيعة أمير مكّة أبو الفتوح الحسن بن جعفر.
__________________
(١) العلاّمة الطهراني ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، ج ٢٢ ، ص ١٢٣ (نقلاً عن المحدّث النوري).