المغربي. وبشكل عام فإنّ الكتب المتقدّمة قد اقتبست عن تفسير التبيان(١) في أكثر الموارد.
وفيما يلي نستعرض جميع المنقولات التفسيرية للوزير المغربي على ترتيب السور القرآنية ، كي يتمكّن الباحثون من الاستفادة من آرائه التفسيرية والوصول إلى منهجه التفسيري. ونحن هنا لا نتعرّض إلى صوابية آرائه أو عدم صوابيّتها ، وسنكتفي بذكر بعض النقاط في معرفة منهجه العام في التفسير ، فنقول :
١ ـ (ألم)(٢).
«اختلف العلماء في معنى أوائل [أمثال] هذه السور مثل (ألم) و (ألمص) و (كهيعص) و (طه) و (صاد) و (قاف) و (حم) وغير ذلك على وجوه ... وروي في أخبارنا أنّ ذلك من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ، واختاره الحسين بن عليّ المغربي ، وأحسن الوجوه التي قيلت
__________________
(١) قال الطبرسي في مقدّمة مجمع البيان بعد الثناء والمدح الكثير على تفسير التبيان : (وهو القدوة أستضيء بأنواره ، وأطأ مواقع آثاره) ، ولكنّه أضاف إلى ذلك قائلاً : (غير أنّه خلط في أشياء ممّا ذكره في الإعراب والنحو الغثّ بالسمين ، والخاثر بالزباد ، ولم يميّز بين الصلاح ممّا ذكره فيه). ومن خلال المقارنة بين التبيان ومجمع البيان يتّضح أنّ الطبرسي قد نقل أغلب مسائل تفسيره عن الطوسي (ولكن بتنظيم أحسن) إلاّ ما كان متعلّقاً بمسائل النحو والإعراب. كما أنّ تأثير التبيان على فقه القرآن للراوندي من العمق بحيث يمكن القول إنّ فقه القرآن إنّما هو تنظيم للمسائل الفقهية في تفسير التبيان على ما هو عليه ترتيب الكتب الفقهية. وأمّا تفسير أبو الفتوح الرازي فهو في الغالب ترجمة للتبيان.
(٢) البقرة : ١.