وتعظيم لأبيكم ، واختار ذلك الحسين بن عليّ المغربي»(١).
٤ ـ (اِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(٢).
«معنى هادوا : تابوا ... وأصل الهود : الطمأنينة ، ويخبر به عن لين السير ، ومنه الهوادة وهي السكون. قال الحسين بن عليّ المغربي : أنشدني أبو رعاية السلمي ـ وهو من أفصح بدوي أطاف بنا وأغزرهم رواية ـ :
صباغتها من مهنة الحيِّ بالضحى |
|
جياد المداري حالك اللون أسودا |
إذا نفضته مال طوراً بجيدها |
|
وتمثاله طوراً بأغيدا فوّدا |
كما مال قنوا مطعم هجرية |
|
إذا حركت ريح ذرى النخل هوّدا |
المطعم : النخلة ، شبّه شعرها بأقناء البسر ، هوّد : تحرّك تحريكة ليّنة ، قال زهير :
ولا رهقـاً من عـائذ متـهوّد |
|
وليس اسم يهود مشتقّاً من هذا»(٣). |
٥ ـ (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ١ ، ص ١٢٩ (طبعة جامعة المدرّسين ، ج ٢ ، ص ٥٣). جدير بالذكر أنّنا نقلنا هنا شيئاً من عبارات المفسّرين الآخرين كيما يتّضح كلام الحسين بن عليّ المغربي بشكل أفضل. وهو ما سنقوم به في نقل سائر الموارد. كما سوف نتحدّث عن المراد من (الفضل) في عبارة (قال الفضل) إن شاء الله تعالى.
(٢) البقرة : ٦٢.
(٣) تفسير التبيان ، ج ١ ، ص ٢٨١ (طبعة جامعة المدرّسين ، ج ٢ ، ص ٢٨٨).