الأخفش وجماعة من البصريّين : لا يحقّن لكم ... وقال الكسائي والزجّاج : معناه : لا يحملنّكم ... وقال الفرّاء : معناه : لا يكسبنّكم شنآن قوم. واستشهد الجميع بقول الشاعر :
ولقد طعنت أبا عينية طعنة |
|
جَرَمَتْ فزارةَ بعدها أن يغضَبوا. |
فمنهم من حمل قوله (جرمت) على أنّ معناه : حملت ، ومنهم من حمله على أنّ معناه : أحقّت الطعنة لفزارة الغضب ، ومنهم من قال : كسبت فزارة أن يغضبوا. وقال المغربي : معناه قطعت فزارة ، وليس من هذا في شيء وسمع الفرّاء من العرب من يقول : فلان جريمة أهله أي كاسبهم ، وخرج يجرمهم أي يكسبهم. والأقاويل متقاربة المعاني»(١).
٣٥ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)(٢).
«قال الحسين بن عليّ المغربي : معنى (اِذَا قُمْتُمْ) إذا عزمتم عليها وهممتم بها. قال الراجز للرشيد :
ما قاسم دون الفتى ابن أمّه |
|
وقد رضيناه فقم فسمّه |
فقال : يا أعرابيُّ ، مارضيتَ أن تدعونا إلى عقد الأمر له قعوداً حتّى أمرتنا بالقيام؟ فقال : قيام عزم لا قيام جسم. وقال حريم الهمداني :
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٣ ، ص ٤٢٤ ، (ج ٥ ، ص ٢٠١).
(٢) المائدة : ٦.