الوبال من الطعام : الثقيل الذي لا يستمرّ أو لا يوافق ، وهو قول الأزهري. قال كثير :
فقد أصبح الراضون إذ أنتم بها |
|
مشوم البلاد يشتكون وبالها»(١). |
٤١ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(٢).
«(أنفسكم) نصب على الإغراء ، كأنّه قال : احفظوا أنفسكم أن تزلّوا كما زلّ غيركم ، والعرب تغري بـ : (عليك) و (إليك) ، و (دونك) ، و (عندك) فينصب الأسماء بها ولم يغروا بـ : (منك) كما أغروا بـ : (إليك) ؛ لأنّ إليك أحقّ بالتنبيه بـ : (منك) والإغراء : تنبيه على ما يجب أن يحذر ؛ لذلك لم يغروا بـ : (فيك) ونحوها من حروف الإضافة وحكى المغربي أنّه سمع من يغري بـ : (وراءك) و (قدّامك)(٣).
٤٢ ـ (وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ * يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ)(٤).
«في ما ينتصب به قوله : (يَوْمَ) قيل فيه ثلاثة أقوال : أحدها أنّه انتصب بمحذوف ، تقدير : احذروا يوم يجمع الله الرسل. الثاني : اذكروا يوم يجمع الله. الثالث : قال الزجّاج : ينتصب بقوله (اتَّقُوا اللَّهَ) ، وقال المغربي : يتعلّق
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٧ ، (ج ٥ ، ص ٤٤٥).
(٢) المائدة : ١٠٥.
(٣) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٤٠ ، (ج ٥ ، ص ٤٦١).
(٤) المائدة : ١٠٨ ـ ١٠٩.