بقوله (لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) إلى الجنّة (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ)(١). ولا يجوز أن ينتصب على الظرف بهذا الفعل ؛ لأنّهم لم يؤمروا بالتّقوى في ذلك اليوم ، لكن انتصب على أنّه مفعول به ، و (اليوم) لا يتّقى ولا يحذر وإنّما يتقى ما يكون فيه من العقاب والمحاسبة والمناقشة ؛ كأنّه قال : اتّقوا عقاب يوم ، وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه»(٢).
٤٣ ـ (اِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٣).
«وقوله (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) معناه : أنّك القادر الذي لا يعاتب وأنت حكيم في جميع أفعالك فيما تفعله بعبادك.
وقيل : معناه أنّك أنت (القدير) الذي لا يفوتك مذنب ولا يمتنع من سطوتك مجرم ، (الحكيم) فلا تضع العقاب والعفو إلاّ موضعهما ولو قال : الغفور الرحيم ، كان فيه معنى الدّعاء لهم والتذكير برحمته ، على أنّ العذاب
__________________
(١) إلى هنا ينتهي كلام الوزير المغربي ، وما بعده كلام الشيخ الطوسي. وهو إيضاح للأقوال الثلاثة المتقدّمة ، ولا ربط له بكلام الوزير المغربي ؛ إذ من الواضح أنّه بناء على احتمال المغربي يكون (يوم) ظرفاً ، وليس مفعولاً به. ويبدو أنّ الشيخ الطوسي إنّما أضاف رأي الوزير المغربي بعد إتمامه تأليف الكتاب ، ولم يلتفت إلى أنّ هذا القول هو قول رابع ، وإنّ إضافته إلى الأقوال الثلاثة وإيضاحها يحدث نوعاً من الفصل والتشويش في عبارة الكتاب.
(٢) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٥٢ ، (ج ٥ ، ص ٤٧٥) ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٤٠٢.
(٣) المائدة : ١١٨.