أي : علموه فعلى هذا يكون (اللام) لام الغرض ، كأنّه قال : فعلنا ذلك ليقولوا علمت»(١).
٤٨ ـ (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّة وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٢).
«وقال الحسين بن عليّ المغربي : قوله (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ)معناه : إنّا نحيط علماً بذات الصدور وخائنة الأعين ، وهو حشو بين الجملتين(٣) ، أي نختبر قلوبهم فنجد(٤) باطنها بخلاف الظاهر»(٥).
٤٩ ـ (يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ...)(٦).
«وقوله (مِنْكُمْ) وإن كان خطاباً لجميعهم والرسل من الإنس خاصّة ، فإنّه يحتمل أن يكون لتغليب أحدهما على الآخر ...
وقال الضحّاك : ذلك يدلّ على أنّه تعالى أرسل رسلاً من الجنّ ، وبه
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ، (ج ٦ ، ص ١٨٧).
(٢) الأنعام : ١١٠.
(٣) نقرأ قبل هذه الآية : (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ) ، ويقول المغربي : إنّ قوله تعالى : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ) جملة معترضة بين هذه الجملة وجملة (كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّة).
(٤) النصّ في كلا الطبعتين (أن يختبر قلوبهم فيجد) ويبدو أنّ العبارة الآنفة المنقولة في حاشية طبعة جامعة المدرّسين عن المخطوطة ، هي الأصحّ.
(٥) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٣٨ ، (ج ٦ ، ص ١٩٨) ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٥٤١ ؛ روض الجنان ، ج ٧ ، ص ٤١٥.
(٦) الأنعام : ١٣٠.