قال الطبري ، واختاره البلخي أيضاً وهو الأقوى ، وقال الجبّائي والحسين بن عليّ المغربي : المعنى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ) يعني : معشر المكلّفين والمخلوقين (رُسُلٌ مِنْكُمْ) يعني من المكلّفين.
وهذا إخبار وحكاية عمّا يقال لهم في وقت حضورهم في الآخرة وليس بخطاب لهم في دار الدنيا وهم غير حضور فيكون قبيحاً ، بل هو حكاية على ما قلناه»(١).
٥٠ ـ (وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)(٢).
«وقوله (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) اختلفوا في حدّ الأشد ... ، وواحد الأشدّ. قيل فيه قولان : أحدهما : (أشدّ) مثل (أضُرّ) جمع (ضَرّ) و (أشُدّ) جمع (شَدّ) والشّد : القوّة ، وهو استحكام قوّة شبابه وسنّه ، كما «شدّ النهار» : ارتفاعه.
وحكى الحسين بن عليّ المغربي عن أبي أسامة(٣) : أنّ واحده (شدّة) مثل نعمة وأنعم.
وقال بعض البصريّين : «الأشدّ» واحد مثل : «الآنك»»(٤).
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ، (ج ٦ ، ص ٢٤٣).
(٢) الأنعام : ١٥٢.
(٣) المراد منه اللغوي الكبير أبو أسامة جنادة بن محمّد الأزدي الهروي. وقد كان أستاذاً للوزير المغربي ، وقد لقي المصير الذي لقيته أسرة الوزير المغربي من القتل على يد حاكم الخليفة المصري. وقد كان قتله عام ٣٩٩ للهجرة (انظر : ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ، ج ١ ، ص ٣٧٢).
(٤) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ، (ج ٦ ، ص ٢٩٠).