٥١ ـ (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْء وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)(١).
«أقول : قيل في معنى قوله (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) مع أنّ كتاب موسى قبل القرآن ، و (ثم) تقتضي التراخي ، قولان :
أحدهما : إنّ فيه حذفاً ، وتقديره : ثمّ اتُل عليكم آتينا موسى الكتاب.
وقال أبو مسلم : عطفه على المنن التي امتنّ بها على إبراهيم من قوله (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ)(٢) إلى قوله (اِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم)(٣) واستحسنه المغربي»(٤).
٥٢ ـ (يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(٥).
(وَلِبَاسُ التَّقْوَى) فيه خمسة أقوال : ... الخامس : قال الرمّاني : هو العمل الذي يقي العقاب وفيه الجمال ، مثل جمال الناس من الثياب.
وقال الحسين بن عليّ المغربي : (وَلِبَاسُ التَّقْوَى) يعني الذي كان
__________________
(١) الأنعام : ١٥٤.
(٢) الأنعام : ٨٤.
(٣) الأنعام : ٨٤ ـ ٨٧. وكأنّه طبقاً لهذا الاحتمال تكون الكثير من الآيات المذكورة في البين من ملحقات الآيات المتقدّمة.
(٤) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ، (ج ٦ ، ص ٢٩٤) ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٥٩٥.
(٥) الأعراف : ٢٦.