عليكم في الجنّة خير لكم ، بدلالة قوله : (ذَلِكَ) وهي للبعيد»(١).
٥٣ ـ (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)(٢).
«وأمرهم أن (أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد) قيل فيه وجوه : ... وقال الفرّاء : معناه إذا دخل عليك وقت الصلاة في مسجد ، فصلّ فيه ولا تقل : آتي مسجد قومي وهو اختيار المغربي»(٣).
٥٤ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْء فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)(٤).
«أمّا خمس الغنيمة ، فإنّه يقسّم عندنا ستة أقسام : فسهم لله وسهم لرسوله النبيّ ـ وهذان السهمان مع سهم ذي القربي ، للقائم مقام النبيّ عليهماالسلامينفقها على نفسه وأهل بيته من بني هاشم ـ وسهم لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لأبناء سبيلهم من أهل بيت الرسول لا يشركهم فيها باقي الناس ؛ لأنّ الله تعالى عوّضهم ذلك عمّا أباح لفقراء المسلمين ومساكينهم وأبناء سبيلهم من الصدقات ؛ إذ كانت الصدقات محرّمة على أهل بيت الرسول ، وهو قول عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، ومحمّد بن عليّ الباقر ابنه عليهالسلام رواه
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، (ج ٦ ، ص ٣٦٢).
(٢) الأعراف : ٢٩.
(٣) تفسير التبيان ، ج ٤ ، ص ٣٨٤ ، (ج ٦ ، ص ٣٦٧) ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٦٣٥.
(٤) الأنفال : ٤١.