النصّ القرآني دون تحوير أو تغيير.
٣ ـ تناص يعمد إلى تحوير في النصّ القرآني بما يتناسب وسياق الخطاب المقامي.
وفي هذه الدراسة سنقسّم التناص مع القرآن من خلال هذه التقسيمات الثلاثة ؛ لوجود مظاهر هذه التقسيمات في الخطب المعنيّة بالدراسة.
١ ـ تناص مع حكاية دينية :
وهذا النوع من التناص يظهر جلياً في الخطبة الأولى المسماة في المخطوط بالخطبة اليونسية ، إذ يقول فيها : «جعل بطن الحوت لنبيّه يونس بن متّى مقعداً ومقاماً ، وأقرّه في قرار أجنّة الظلمات الثلاث مدّة أيّاما ، وجعل عليه عن أنياب الحوت وقوّته الهاضمة جُنّة وسلاماً ، ونبذه بالعراء كالطفل المنفوس تأديباً وإكراما ، بعد أن أسمعه تسبيح هوامّ الأرض فسبّحه كما سبّحه المسبّحون ، فقذفه على الساحل بنصيبين من ناحية الموصل من فيه ، ولم يكن له في ذلك الساحل غير الله من يحفله ولا يأويه ، فأنعشه في ظلّ اليقطينة بالبرّ أروية تراوحه وتغاديه ، وجعل له من ورقها جُنّة واقية عن الذباب التي تؤذيه ...»(١).
يتناصّ هذا المقطع مع حكاية نبيّ الله يونس بن متّى عليهالسلام ومكوثه في
__________________
(١) المخطوط : ١ ـ ٢.